كيف أحاسب طفلي على أخطائه دون إضعاف ثقته بنفسه
فيما يلي إجابات على الأسئلة التي غالباً ما يطرحها الآباء عن طرق تعزيز ثقة الطفل بنفسه وكيفية تمكين الأطفال من حل مشاكلهم الخاصة:
كلما أساء طفلي التصرف يغضب جدّاً عند تنبيهي له، لماذا؟
بعض الأطفال حساسون للغاية للنقد أو عرضة لانخفاض الثقة بالنفس، على الرغم من أن النصيحة عادة هي انتقاد لسلوك الطفل وليست انتقاد للطفل نفسه فإن معظم الأطفال لا يستطيعون تمييز الفرق كما يفعل البالغين الذين يقولون لأنفسهم :”لقد فعلت شيئاً سيئاً واحداً، ولكن عموماً، أنا شخص جيد جداً. ” بينما الأطفال لا يمكنهم تمييز ذلك وحدهم فعندما يتصرفون بشكل شيء لمرة، يشعرون بأنهم سيئون تماماً.
كيف يمكنني التعامل مع طفلي بلطف عندما يخطئ ولكن دون أن يفلت من العقاب؟
أفضل نهج هو استراتيجية من ثلاث خطوات أسميها “النقد الناعم”. في الواقع، إنه يعمل بشكل جيد مع الشركاء وزملاء العمل أيضا.
الخطوة الأولى: تقديم عذر لسلوكه:
ابدأ بالقول: “أعلم أنك لم تقصد” أو “ربما لم تدرك” أو “أفهم أنك كنت تحاول ذلك”. هذا يخبره أنك تعرف أنه طفل جيد ولديه نوايا حسنة حتى عندما يخطئ.
الخطوة الثانية: أخبره بما فعله من أخطاء وكيف أثرت على الآخرين:
قل، “عندما تضرب أخاك، ذراعه تؤلمه كثيراً. ” قد نرغب عادةً أن نقول له، “أنت دائما تعامله بهذه الطريقة” أو “أنت لا تهتم بما فيه الكفاية عن مشاعر الآخرين”، ولكنك لن تجعل وجهة نظرك أكثر وضوحا من خلال إقناعه بسوء فعلته.
الخطوة الثالثة: تجاوز الأمر:
طفلي دائما يحتاج إلى مساعدة لابتكار حلول أفضل لإصلاح أخطائه كيف يمكنني تحفيزه؟
إذا كان هناك موقف صعب عليه، فمن المفيد إجراء محادثة تصف فيها المشكلة بالقول: “من ناحية … ولكن من ناحية أخرى …” ومن ثم تشجيعه على التوصل إلى حلول ممكنة. بمجرد عرض الوضع من منظورين، يمكنك أن ترى دماغ طفلك يتطور أمام عينيك عند استيعاب وجهة نظر أخرى مختلفة عن وجهة نظره.
عند حل المشاكل مع الأطفال، اقتراحهم الأول عادة ما يكون غير معقول تماما (“يجب أن تنتقل أختي من الغرفة!”) وعملك هو أن تقول، “هذا أحد الخيارات، لكنه لن يحل الجزء الآخر من المشكلة، ماذا يمكننا أن نفعل غير ذلك؟”
يمكن لطفلك أن يتعلم كيفية طرح الأفكار وصقلها إذا كنت صبوراً وأرشدته إلى التفكير ملياً في الأمور وإذا تمكن من حل الأمر بنجاح يمكنك أن تقول، “نجاح باهر، الحل الذي طرحته رائع حقا.” فأنت تحفز طفلك بأن تخبره أنه حل مشكلة ما بنفسه.
إذا كان طفلي ضعيف الثقة بنفسه، هل يجب أن أقلق؟
إن الاستماع لأطفالنا وهم يقولون تعليقات سلبية عن أنفسهم هو عذاب بالفعل ويجعلنا نريد أن نثبت لهم كم هم مميزون. على الرغم من أنه يبدو من المنطقي أن الأطفال الذين يشعرون بالرضا عن أنفسهم سوف يكونون أكثر سعادة ونجاحاً، وهذا ليس ما تظهر البحوث، فمن الممكن أن يأتي الثناء المفرط بنتائج عكسية. كلما حاولت أن تثبت لطفلك أنه رائع، كلما جادل أكثر بأنه سيء أو قلق من أنه لن يكون قادرًا أبدًا على الارتقاء إلى مستوى مدحك. ففي دراسة كبيرة وجد أن الأطفال الذين طوروا بالفعل مهارات حقيقية يكسبون ثقة بالنفس أكثر من الأطفال الذين تم تعزيز ثقتهم بأنفسهم شعورياً فقط.
مع ذلك، لا نريد أن يكون لدى أطفالنا ثقة ضعيفة بالنفس لأنهم سيكونون تعيسين ومعرضين لخطر الاكتئاب. ويمكن أيضا أن تصبح هاجساً أمام تحقيق الطفل لذاته: طفل قد يكون خائفا من محاولة شيء جديد لأنه يفترض أنه سوف يكون سيئاً في ذلك. أو أن يتجنب المواقف الاجتماعية لأنه يعتقد أنه لن ينسجم مع الأطفال الآخرين. أو أنه سوف يذهب إلى النقيض من ذلك ويكون مثالياً بحيث بالنسبة له: لا شيء جيد بما فيه الكفاية.
الحل ليس تعليم الطفل أن يشعر بتحسن تجاه نفسه فحسب، نريد مساعدة الأطفال على التواصل مع شيء أكبر من أنفسهم، سواء كان صداقة أو فرصة للتعرف على موضوع يهمهم حقاً.
كيف يمكنني تحفيز طفلي على أن يتصرف بشكل صحيح؟
يمكنك أيضا الحديث عن كيفية نموه وما أصبح عليه: “أنت وأخيك قمتما بعمل جيد بالاتفاق على كيفية مشاركة المقعد الخلفي”. وأنت كوالد أصبحت أفضل في التفاوض والتسوية. أو أن تقول له: “أنت ساعدت الطفل الجديد في المدرسة ليتعلم كيفية استخدام الكمبيوتر، لقد أصبحت ذلك النوع من الأشخاص الذين يمكنهم رؤية حاجة ما ويبادرون بالمساعدة”.
الفكرة التي توصلها لطفلك بهذه الطرق هي: “لا يهم إذا كنت قد أخطأت في الماضي، ولا يهم إذا كنت ستخطئ غداً، ما يهم حقاً هو أنني هنا وفي هذه اللحظة أرى فيك علامات الأمل”. يا لها من هدية جميلة لتعطيها لطفلك.
لمتابعة أحدث الأخبار على صفحة الفيسبوك: أفدني
نغم حسين آغا
المصدر: 1