التنميةتطوير الذات

كيف تختار تخصصك الجامعي ومسارك المهني لمستقبلك

تطوير الذات: كيف تختار تخصصك الجامعي ومسارك المهني لمستقبلك:

معظم الطلاب الآن بصدد اختيار تخصص ما في الكلية، ويعتبر هذا الموضوع من أكثر المواضيع حساسية لأنه من الأمور المصيريّة بالنسبة لأيّ شخص , حيث يقف الكثير محتارًا عاجزًا أمام هذه الاختيارات مما يسبب له ضغط عصبي نفسي متزايد، ويدور في ذهنه الكثير من الأسئلة، منها؛ ما الكلية التي يجب أن أدرس فيها؟ أي مهنة ستكون مهنتي عندما أتخرّج؟ ما العمل الذي سأكون راضيًا عن نفسي بأنني قمتُ به عندما أصل لسن الخمسين؟
وهذه الأسئلة والمعطيات كلها ترجع إلى الجزئية الأولى-مجال التخصص- الذي يجب اختياره.

حيث أن هناك حرفيًا المئات من التخصصات للاختيار بينها، وتختلف عروض كل جامعة وتخصص مما يساهم في انتشار الحيرة في النفوس، وقد تم عمل إحصائية من قبل صحيفة نيويورك تايمز تقول بأنّهُ: ( 60% من الطلاب يغيرون رأيهم في تخصصهم بنهاية العام الدراسي الثاني.)

عزيزي الطالب، -لا تقلق- هذا الأمر لا يبدو صعبًا مثلما تظن، حيث سننقل إليك بعض الخطوات العلمية والعملية التي ستساعدك في اختيار تخصصك بأريحية تامة. 

أولاً: اختيار التخصص على أساس القدرات:

أي ما يمكنك القيام به بشكل عام وبأريحية دون الضغط على أعصابك، حيثُ أنَّ فهم المجالات التي يمكن استخدام قدراتك فيها بشكل مثالي بالعمل ستجعلك من الأشخاص المبدعين.
• ومع ذلك لا تستبعد المجالات التي تفتقر فيها إلى القدرات البسيطة، لأنك ستكون قادرًا على بناء المزيد من الخبرة من خلال دراستك الجامعية.

 ثانيـًا: اختيار التخصص على أساس القيم والمبادئ:

إن اختيار التخصص بناءً على معتقدات إنسانية أساسية راسخة سيؤدي إلى عمل أكثر إنتاجًا وتشجيعًا وجدوىٰ.
إنّ الجامعة هي مرحلة تجريبية واكتشافية للذات الإنسانية ويعزز الكثير من النّاس معتقداتهم في سنوات دراستهم الجامعية.

• مثلًا: إذا كنت إنسان ذا مبدأ يهتم بأمور الطبيعة والكوارث التي تحدث بسبب الإنسان كل ما عليك عمله هو اختيار تخصصك بما يتعلق بعلوم البيئة!

 ثالثًـا: اختيار التخصص على أساس العواطف: 

العواطف هي مجالات ذات اهتمام عميق، وإذا تم دمجها مع القيم والقدرات في شيءٍ ما يصبح الموضوع رغبة ملحة مدى الحياة.
• إنّ اتباع شغفك أيًا كان نوعه هو أحد أفضل الطرق لاختيار تخصصك.

رابعًا: النظر في المستقبل:

ماذا عن المستقبل؟
هناك بعض الأسئلة التي يجب أن تطرحها على نفسك بخصوص اختصاصك.
هل ستغير رأيك؟
هل ستشعر بالندم بعد عشر سنوات من الآن مثلًا؟
هل هذا التخصص سيستنزفك جسديًا ونفسيًا؟
هل هذا التخصص سيوفر لك مردودًا ماليًا قادرًا على توفير حياة مستقرة لك، خالية من الديون؟
هل هناك مجال للعمل في السوق؟ بمعنى آخر هل ستكون قادرًا على العثور بسهولة على وظيفة في مجال ذا صلة بتخصصك؟
(تجنب فكرة الإحباط المحتمل برفض توظيفك، ولكن هل أغلبية الوظائف ستكون متاحة لك فيما بعد؟)

خامسًا: هل سيكون هناك وقت لاحق في الحياة:

نحن نعيش في زمن التقدم التكنولوجيّ والابتكار الثابت، حيثُ يعمل الذكاء الاصطناعي على تغيير اللعبة في الوقت الحالي، ولن يكون الأمر أكثر من ذلك في المستقبل، مثل فرع -المحاسبة- لم تعد رهانًا آمنًا!

سادسًا: هل ستدفع؟ وهل ستجد المقابل فيما بعد؟

أي أن اختيارك لتخصصك ودفع مبالغ طائلة لتنهي مسيرتك التعليمية، هل ستجني الأموال التي أنفقتها حتى وقت تخرجك أم ماذا؟
حيث أنه لا أحد يريد النضال في وقت لاحق من الحياة بالأخص (ماليًا).
• وإذا كُنت ترغب بالحصول على عائلة فمن المهم أن تضع في عين الاعتبار الاحتياجات اللازم توفيرها لهم والمبالغ الطائلة التي ستكلفك حتى تربي وتدرّس وتهتم بأطفالك وعائلتك.

سابعًا: اختيار الجامعة المُناسبة:

إذا تم إعطاءك شهادة من أحد المعاهد البسيطة الغير معترف بها، رغم خبرتك العالية فمن المرجح ألّا تُفتح لك العديد من أبواب العمل، حيث أن شهادتك المستقبلية وفعاليتها تعتمد إلى حد كبير على المصدر.
• وكلما زادت درجة انتقائية الكلية أو الجامعة، كلما زادت فرص العمل.

 

قد يهمك أيضاً:

مجالات عمل الإختصاصات الجامعية

ثم أهم 7 نصائح لتصبح أكثر ثقة بنفسك

ثامنًا: احصل على المساعدة:

• ‏اختيار التخصص هو في النهاية قرار شخصي ومع ذلك في بعض الأحيان قد تحتاج إلى مساعدة، فيجب عليك التوجه إلى مصدر موثوق لأخذ النصيحة منه مثلًا:
• ‏ الاجتماع مع الاستشاريين: من أفضل ما يمكن أن يساعدك في تقرير اختصاصك أحد المستشارين من الكلّية أو أحد المستشارين من المدرسة الثانوية أو أحد خريجيّ التخصص الذي ترغب فيه.
التحدث مع أقرانك: قد يكونونَ مصدر إلهام وأفكار عظيمة على الرغم من أنهم قد لا يتمتعون بالمعرفة الشاملة مثل المستشارين المحترفين، ولكن أصدقاءك وزملاءك يعرفون ما تمرّ به، وعلى معرفة بشغفك وقدراتك فمنهم من سيؤيدك ومنهم من سيعارضك وفي النهاية أنت صاحب القرار.
‏الدردشة مع والديك: الكثير من الآباء يفرضون على أولادهم التخصصات، ولكن يجب عليك أن تتخصص فيما تريد أنت.
•‏نصيحة للمحترفين:  الآباء غالبًا ما يشعرون بالاستياء من أولادهم عندما يسعون للحصول على شهادة في الفنون الحرّة، ومع ذلك وفي أجواء اليوم أصبحت مثل هذه الشهادات أكثر ربحًا لأن حدود تلك التخصصات التقليدية غالبًا ما تكون جامدة للغاية بالنسبة للمهن الإبداعية اليوم.

تاسعًا: معرفة عيوب تخصصك قبل أن تختاره:

• ‏ كل قسم سيتم اختياره له الكثير من العيوب والسلبيات، ولكن أهم مافي الموضوع هو أن تكون على دراية بها و التأكد من أنه يمكنك التعامل معها عندما تواجهك.

قد يهمك أيضاً: النصائح العشر للنجاح في عملك

عاشرًا: لا تفرط في التخصص بالنسبة لدراستك الجامعية:

وتجنب اختيار تخصص متخصص للغاية، ستبقى آفاق حياتك المهنية وتوقعاتك الوظيفية ضيقة للغاية، اختَر تخصص يمنحك درجة تفتخر بها والتي تتناسب مع فكرة الاتجاه الذي تريد التوجه فيه.

هل شروط اختيارك للتخصص تتناسب مع الواقع؟
اسأل نفسك،
• ما نوع العمل المناسب لي في المستقبل كمهنة؟
• ‏هل سيساعدني هذا التخصص الذي اخترته في حياتي؟
• ‏ما هي الكلية المناسبة لي في دراستي الجامعية؟
• ‏هل تقدم هذه الكلية برنامجًا منظمًا لاختصاصي؟
• ‏هل يناسب هذا الاختصاص قدراتي الذهنية والبدنية ومبادئي واهتماماتي؟
• ‏هل حددت جميع الجوانب السلبية وعيوب التخصص الذي اخترته؟

 وبالنهاية إنَّ المفاتيح الرئيسية لاختيار التخصص:

إذا قمت باتباع خطوات بسيطة في اختيارك لتخصصك فيمكنك:
• أن تكون سعيدًا بقرارك خلال سنواتك القادمة.
• ‏قم بتصنيف التخصصات إلى فئات، افصل بين التخصصات الرئيسية المحتملة وتلك التي تناسب قدراتك وقيمك واهتمامك وشغفك والميزانية المالية التي أقررتها لدراستك.
• ‏اختر تخصصًا يمثل دليلًا على المستقبل، تلك التخصصات التي ستتحمل اختبار الزمن وتقدم عملًا مربحًا ومردودًا سنقول -أبسط الأمور- أن يغطي احتياجاتك الأسرية.
• ‏احصل على مساعدة من الخبراء والاختصاصيين والمهنيين ووالديك وزملاءك.

إذا كنت تعاني من مشكلة أو أي سؤال في اختيار تخصصك اترك لنا تعليقًا أدناه وسنقوم بالرد على سؤالك.
وشكرًا للقراءة

قد يهمك أيضاً: قبل التخطيط .. اهم ال لتحديد الأهداف وتحقيقها

 

إعداد أ/ غفران عبيد (استشارية متخصصة في بناء القدرات و تطوير الذات – أفدني)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى