اضطراب فرط الحركة ونقص الإنتباه لدى الأطفال

ما هو اضطراب فرط الحركة ونقص الإنتباه ؟
اضطراب فرط الحركة ونقص الإنتباه اضطراب سلوكي معقد يصاب به العديد من الأطفال والمراهقين، أكثر مما يصابون بأي اضطراب آخر، الأطفال المصابون بهذا الإضطراب يعانون من نشاط وحركة زائدين وصعوبة في التركيز والإنتباه مما قد يؤثر على تحصيلهم الدراسي وحياتهم اليومية، ينتشر هذا الإضطراب لدى الذكور أكثر من الإناث، وغالباً ما يتم تشخيص الطفل بهذا الإضطراب خلال سنوات الدراسة الأولى حينما يعاني الطفل من صعوبة في التركيز، يتم تشخيص الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الإنتباه على يد المختصين في سلوك الأطفال وصحتهم النفسية، ولا يوجد تحليل أو فحص واحد لتحديد ما إذا كان الطفل مصاباً، بل يخضع الطفل لسلسلة من الإختبارات الطبية للتأكد من سلامته الجسدية والعقلية أولاً، ثم يقوم المختصون بجمع المعلومات عن الطفل وسلوكه من عدة مصادر من الطفل ومن أهله ومن مدرسته ليتم التشخيص بدقة وبنجاح، يعتبر الطفل مصاباً باضطراب فرط الحركة والإنتباه إذا ما أبدى ستة أعراض أو أكثر من الأعراض الشائعة لفترة تزيد عن ست شهور في بيئتين مختلفتين أي في المدرسة والبيت،فيما يلي أبرز أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الإنتباه:

1-السلوك الأناني:
أكثر ما يميز الأطفال المصابين بهذا الإضطراب هو عجزهم عن معرفة احتياجات غيرهم ومراعاتها، والتركيز على أنفسهم فقط.
2-المقاطعة:
يؤدي السلوك الأناني عند الطفل المصاب بفرط الحركة ونقص الإنتباه إلى مقاطعته لغيره أثناء الكلام والتدخل في ألعاب غيرهم بدون أن تتم دعوتهم للمشاركة.
3-عدم انتظار الدور:
يجد أطفال هذا الإضطراب صعوبة في انتظار دورهم خلال النشاطات الصفية أو عند اللعب مع أطفال آخرين.
4-الإضطراب العاطفي:
يعاني الأطفال المصابون بفرط الحركة ونقص الإنتباه صعوبة في التحكم بعواطفهم، فقد يصابون بنوبات عنيفة من الغضب في أوقات غير مناسبة.
5-التململ:
لا يستطيع الأطفال الذين يعانون من هذا الإضطراب البقاء ساكنين، فكثيراً ما ينهضون من أماكنهم للتجول وإذا ما أجبروا على الجلوس يقومون بالتململ أثناء جلوسهم.
6-صعوبة في اللعب بهدوء:
لا يستطيع أطفال هذا الإضطراب اللعب أو القيام بأي نشاط آخر بهدوء وذلك بسبب التململ.
7-عدم إتمام المهام:
لا ينهي الأطفال المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الإنتباه المهام التي يبدؤون بها، سواء كانت إحدى نشاطات اللعب والترفيه أو الواجب المنزلي.
8-عدم التركيز:
يعاني أطفال هذا الإضطراب من انعدام في التركيز، فهم لا ينتبهون للشخص الذي يتكلم معهم مباشرة، فقد يدعون أنهم سمعوه ولكنهم سيعجزون عن تكرار ما قال.
9-النسيان:
يقوم الطفل المصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الإنتباه بنسيان القيام المهام المطلوبة منه مثل مهامه المنزلية أو واجباته المدرسية،كما أنه قد ينسى ألعابه وأغراضه الشخصية في غير مكانها.

يقرأ الزوار:أسباب النسيان عند الأطفال وكيفية علاجه

و نصائح لتشجيع الأطفال على الدراسة

أيضا” ما هو اضطراب التوحد

إن الطفل المصاب بهذا الإضطراب السلوكي عاجز عن التحكم بتصرفاته وردود أفعاله، لذلك من المهم جداً أن يتفهم الأهل بأن طفلهم ليس له ذنب بهذا السلوك، والسعي لمساعدته من أجل تعديل هذا السلوك.
إليك الأفكار التي عليكِ اتباعها إذا ما كان طفلك يعاني من اضطراب فرط الحركة ونقص الإنتباه:
– تقبلي بأن طفلك مختلف عن غيره:
أشعري طفلك بأنك تحبيه بالرغم من اختلافه لتمنحيه القوة والثقة ليتغير.
– قومي بالتأديب ولا تقومي بالعقاب:
عندما يتصرف طفلك بتصرف غير مناسب نتيجة هذا الإضطراب، لا تقومي بمعاقبته بل قومي بتوضيح سبب كون هذا التصرف خاطئ واعملي معه على تعديله.
– انتبهي لسلوك طفلك الإيجابي:
بدلاً من التركيز بشكل كبير على السلوك السلبي الناتج عن هذا الإضطراب، ركزي على سلوك طفلك الإيجابي وعززيه لتشجعيه على تكراره.
– كوني مثلاً أعلى لطفلك:
تحكمي بغضبك وكوني منظمة في أداء مهامك ليقوم طفلك بتقليدك وتحسين سلوكه والتحكم بغضبه.
– احصلي على المساعدة:
إن تربية طفل يعاني من اضطراب فرط الحركة ونقص الإنتباه، مهمة مليئة بالتحديات، لذلك احصلي على المساعدة من زوجك وأهلك وأصدقائك، بالإضافة إلى مساعدة المختصين من أطباء وأخصائيين تعديل السلوك.

بعض الطرق العملية لمساعدتك ومساعدة طفلك على التغلب على هذا الإضطراب.

1-كوني هادئة:
يعاني الطفل المصاب اضطراب فرط الحركة ونقص الإنتباه من صعوبة بالتحكم بغضبه، فإذا غضبت أنت أيضاً ستقومين بتصعيد هذا الغضب ويصبح من الصعب السيطرة عليه، فمجادلتك لطفلك لن تسفر عن أي نتيجة، تعاملي مع المواقف التي يقوم بها طفلك بسبب هذا الإضطراب بهدوء وإيجابية لتسيطري على الوضع وتحرزي نتائج إيجابية، مثلاً إذا رفض طفلك انجاز واجبه المدرسي لا تقومي بإصدار الأوامر بعصبية، بل قولي له أنك تتفهمين أنه لا يحب حل الواجبات وامنحيه عناقاً أو لمسة حنونة ستجدين بأنه سيتجاوب معك ويقوم بحل الواجب.

2-ضعي قوانين وعواقب واضحة:
من المهم جداً للطفل المصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه وجود قوانين واضحة وغير قاسية، ومن المهم أن تلتزمي أنت أولاً بتنفيذها والتأكد من التزام الجميع بها،إن أهمية عواقب عدم الالتزام بهذه القواعد العامة لا يقل أهمية عن القواعد والقوانين نفسها،فذلك سيساعد الطفل على الالتزام بالقوانين ،من المهم أيضاً وجود تعزيز وعواقب إيجابية للإلتزام بالقوانين من أجل تشجيع طفلك على الإستمرار بذلك.

3-شجعي طفلك على الحركة والنوم:
القيام بالنشاط البدني أمر مهم جداً للأطفال المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، فهم يتمتعون بالكثير من الطاقة التي يودون تفريغها، والرياضة من أهم هذه النشاطات التي تساعدهم في تفريغ طاقتهم بشكل سليم ليتحول تركيزهم نحو مهارات وحركات معينة،أشركي طفلك برياضة مثل كرة السلة أو أي من رياضات الفنون القتالية مثل الكاراتيه لتحصلي على أفضل النتائج ،تقوم الرياضة بتعزيز التركيز وتقلل القلق وتعزز النمو العقلي السليم، والأهم من ذلك كله أنها ستساعد الطفل على النوم براحة واسترخاء وهو أمر حيوي بالنسبة لأطفال هذا الإضطراب لأنه يقلل أعراضه بشكل كبير ،لينام طفلك بشكل أفضل قللي من استخدامه لشاشات الأجهزة الإلكترونية ليسترخي وينام بسهولة.

4-اهتمي بغذاء طفلك الصحي:
احرصي أن يتناول طفلك غذاءً صحياً متكاملاً يحتوي على الأطعمة الطازجة،تأكدي من تقديم الوجبات بموعد محدد الإلتزام بوقت الطعام ،يحتاج الطفل المصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الإنتباه إلى وجبات خفيفة متكررة بين الوجبات الرئيسية، تأكدي من تواجد الوجبات الخفيفة الصحية مثل الفاكهة والمكسرات واللبن في البيت بحيث يستطيع طفلك تناولها متى ما احتاج لذلك، واحرصي أيضاً على الإبتعاد عن الأطعمة المصنعة الغنية بالسكريات والدهون والوجبات السريعة.

5-علمي طفلك كيف يكون صداقات:
يعاني الأطفال المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه من صعوبة في التواصل الاجتماعي البسيط، وصعوبة في التعامل في الأوضاع الاجتماعية العادية. ساعدي طفلك ليصبح مستمعاً أفضل، وعلميه كيف يتفهم ويتعامل مع مشاعر الآخرين ليتمكن من الإندماج مع غيره من الأطفال بسهولة،قومي بتمثيل بعض المواقف الإجتماعية مع طفلك وتحدثي معه عن الطريقة المثلى للتصرف.

6-رتبي مواعيد اللعب المكونة من مجموعة صغيرة لا تتعدى الثلاث أطفال لتساعدي طفلك على اللعب مع الأطفال وتكوين صداقات ،عززي مهارات اللعب البناء والإيجابي وكوني صارمة برفضك الضرب والتنمر.

في السياق: ماهي صعوبات التعلم النمائية ؟

صعوبات التعلم النمائية:هي عبارة عن اضطرابات في الوظائف والمهارات الأولية مثل:فهم اللغة المنطوقة وتحليلها والتعامل معها ،القدرة على الاستماع والتفكير من ثم إنتاج الكلام بشكل سليم، القدرة على الاحتفاظ بالمعلومات في الذاكرة العاملة أو قصيرة المدى.
ما الأسباب والعوامل المؤثرة في حدوث صعوبات التعلم النمائية؟
حدوث نقص أكسجين أثناء فترة الحمل أو لحظة الولادة ،أسباب بيولوجية “عضوية” ،عوامل وراثية،خلل وظيفي في الدماغ،عدم سير عملية النضج كما ينبغي،سوء التغذية للأم الحامل “أثناء المرحلة الجنينية للطفل”،الأمراض والعدوى المؤدية إلى ارتفاع درجة الحرارة، وغيرهما اضطرابات في الوظائف النفسية الأساسية مثل الإدراك، التذكر وتكوين المفاهيم.
ويترتب على حدوث صعوبات التعلم النمائية الآتي:
أولا”: ما يسمى صعوبات التعلم الأولية، وهي أول ما يظهر على الطفل في مرحلة ما قبل المدرسة؛ حيث يعاني الطفل من خلل في الإدراك وصعوبات في التذكر، وهما عمليتان أساسيتان نقصهما في المراحل الأولية يؤدي الى صعوبات نمائية ثانوية.
ثانيا”: صعوبات نمائية ثانوية، وهي نتيجة للنقطة السابقة تؤدي بالطفل إلى صعوبات بالتفكير وإنتاج اللغة، وخلل في حل المشكلات.
ثالثاً: صعوبات التعلم الأكاديمي، وهي مشكلات تظهر لدى الطفل في عمر المدرسة التي نقوم بقياسها وتشخيصها والحكم بوجودها،وقتها يظهر على الطفل جملة من المشكلات الأكاديمية مثل صعوبة القراءة والكتابة، بالإضافة لصعوبة في إجراء العمليات الحسابية.
وعلى الرغم من تفاوت حدة وجود أعراض الصعوبات النمائية لدى الأطفال في سن ما قبل المدرسة ووجود فروق فردية في مسألة مدى تدني الإدراك لديهم، وضعف القدرة التعبيرية لديهم، والصعوبة في مهارات الحفظ والاحتفاظ بالمعلومة، إلا أنهم يجتمعون بتقارب مستوى الذكاء لديهم الذي يكون ضمن المستوى الطبيعي وليس منخفضا” أبداً، فهم يحصلون على درجات عالية على مقاييس الذكاء المقننة.
ما المؤشرات العملية التي يلمسها الوالدان حتى يتولد لديهما شكوك بأن طفلهما الذي لم يتجاوز الأربع سنوات لديه “صعوبات نمائية”؟
يكون الطفل سريع القلق والتوتر،تهور الطفل سواء أثناء المشي أو اللعب، وعدم انتباهه للمعوقات التي تحد من حركته وعدم إدراكه لوجودها ،في معظم الأحيان يظهر على الطفل نشاط حركي زائد من الصعب تمييزه في تلك المرحلة لأن هذا النشاط من الممكن وجوده عند الطفل الطبيعي دون عمر الخمس سنوات،الدافعية لديه تكاد تكون معدومة، سواء في تعلم الأنشطة أو الإندماج مع المحيط ،بطيء جدا” في إنجاز المهمة الموكلة اليه مهما كانت بسيطة، لايتذكر الا لفترة قصيرة جداً، وغالباً لا يتذكر، من الصعب عليه التمييز بين اليسار واليمين، فوق وتحت، داخل وخارج، ومفهوم الزمان والمكان مستوى ومدة الإنتباه لديه قصيرة جداً، ومن السهل عليه أن يتشتت.
من المهم جدا الكشف على الصعوبات النمائية مبكرا” “تقريبا في عمر ثلاث سنوات” وتشخيص حالة الطفل ومعرفة نقاط الضعف والقوه لديه، من ثم مباشرة العمل معه فوراً وفق خطة علاج محكمة لأجل الحد من تطور هذه الصعوبات النمائية الى مراكز لأنها تعد مؤشرا” صريحا” وواضحا”يؤكد حدوثها مستقبلاً.
كيف من الممكن حماية طفلي من الصعوبات النمائية  ومضاعفاتها؟
بالكشف عن هؤلاء الأطفال بمراحل مبكرة، مما يسهم بدوره بالحد من تفاقم المشكلة وتطورها، لذلك من الواجب علينا أن نقدم لكم مجموعة من النقاط التي تسهم في تقليص المشكلة:
ملاحظة سلوك الطفل جيدا”ومراقبته، طويلة بمجرد ظهور علامتين أو أكثر من المؤشرات سابقة الذكر الدالة على وجود صعوبات نمائية، يجب اللجوء فوراً إلى الأخصائي،تقديم التغذية السليمة والأجواء الأسرية المناسبة للطفل منذ ولادته،من الصعب جدا”التحكم بالعوامل الوراثية، ولكن علينا الحد قدر الإمكان من زواج الأقارب،اللعب مع الطفل بطريقة من شأنها تنشيط ذاكرته وتحفيز حواسه بالتالي رفع مستوى إدراكه، مثل الإختباء منه وراء ستار، مناداته بصوت خافت تارة ومرتفع تارة أخرى، إخفاء الألعاب وجعله يبحث عنها.
ولأن أعداد الطلاب ذوي الصعوبات سواء النمائية أو الأكاديمية في تزايد، لابد من الأخذ على عاتقنا سواء أهل أو أخصائيين أخذ خطوات للسيطرة على هذه المشكلة والحد منها قدر الإمكان سواء عن طريق الكشف المبكر من ثم العلاج، أو الأهم من ذلك، هو اتباع الخطوات التي سبق وذكرناها سابقا”والتي تحد من تطور الصعوبات النمائية الى صعوبات أكاديمية مستقبلا”.

“أطفالنا آمانة في أعناقنا فلنصن هذه الأمانة”

لتصلكم أهم الملفات التعليمية المتعلقة بكافة المراحل الدراسية وأحدث الأخبار التربوية،يمكنكم الإنضمام لقناتنا على التلغرام ومتابعة صفحتنا على الفيسبوك:

قناة مناهج سورية التعليمية العامة:

صفحة مناهج سورية التعليمية أفدني

✍🌸 Muna